آخر المواضيع

السبت، 19 أكتوبر 2019

الامل والتفاؤل


الامل والتفاؤل

الامل والتفاؤل



لولا الامل والتفاؤل لما تمكنا من مواصلة الحياة ولا مقاومة قساوتها حيث لا يخفى على الجميع ان الدنيا مليئة بالمصاعب والمحن ولولا ذلك الضوء الخافت الذي ينير طريقنا لضاقت بنا الدنيا وما عاد لنا فيها اي استقرار ولا سكينة ... 

فالأمل هو ذلك النور الذي يبث فينا التفاؤل بغدٍ افضل يزيح ما خلّفه الأمس الحزين، فبنور الأمل تشرق شمس جديدة تزيح ظلام مصاعب الحياة وتبث في نفوسنا الارادة والاصرار على مواصلة العمل وعللا استمرار خطوات المسير دون توقف أو تردد نحو المستقبل، لأننا لو ترددنا لحظة واحدة لخسرنا فرصة تحقيق ما حلمنا به، فبهذا نكون قد خسرنا الفرصة التي تأتي مرة واحدة.

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):
(اغتنموا الفرص فأنها تمر مر السحاب).. 

فمن فقد الفرصة ومن فقد الامل فقد كل شيء حلم به وكيف ستنهض همته اذا كانت نفسه يائسة .. قال تعالى (( ولا تايئسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ))..

فإذا فقدت مَالِك فقد ضاع منك شيء له قيمة، وإذا فقدت شرفك فقد ضاع منك شيء لا يُقدّر بقيمة، وإذا فقدت الأمل فقد ضاع منك كل شيء. العقل القوي دائم الأمل، باحث عن الخير، مبادرٌ بحسن الضن بالله ، فلولا رحمة الله لضاقت الدنيا بأهلها ، لذا فتوكل على الله وقل الحمد لله على كل حال.

لا تحاول أن تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه، فالعمر حين تسقط أوراقه لن ترجع مرة أخرى أليه، ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى جديدة، فأنظر إلى تلك الأوراق التي تُغطي وجه السماء ودعك مما سقط على الأرض فقد صارت جُزءاً منها. 

ولكن الحذر من الأمل الزائف ، لأن هناك نوعًا من الآمال يدخل في الدائرة السلبية حينما يمنّي الإنسان نفسه أن يطول عمره في الدنيا، او تزيد امواله وهو جالس بلا عمل ، فيبعده ذلك عن التفكير في الآخرة والعمل الصالح، وهذا ما يفقده ذلك التوازن الذي عبَّر عنه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال :

 ((اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا)).

 وبالتالي فإنَّ طول هذا الأمل يؤدّي إلى سوء عمل الانسان واتكاله على غيره دون ان يجد او يجتهد في طلب الرزق والسعي في عمل الخير ونشره في كل مكان فتملأ الدنيا بالخير بدل ان يضل يندب حظه دون ان يتقدم ولو خطوة واحدة باتجاه الامام.

التفاؤل


إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود، لرأيت الجمال شائعاً في كل ذراته. فالمؤمن كالورقة الخضراء، لا يسقط مهما هبت العواصف. إذا كان الأمس ضاع فبين يديك اليوم، وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل فلديك الغد، لا تحزن على الأمس فهو لن يعود، ولا تأسف على اليوم فهو راحل، واحلم بشمس مضيئة في غد جميل . ليس المُهم ما يحدث لك، بل المُهم ما الذي ستفعله بما يحدث لك. الأفضل دائماً أن نتطلع للأمام بدلاً من النظر إلى الخلف.

حيث يقول العباقرة والمفكرون الذين أجروا مئات التجارب وفشلت أنهم لو استسلموا في المرة الأولى لما عرفوا قيمة انجازاتهم التي غيرت البشرية ، فهم واصلوا العمل رغم الفشل ، حيث ان الإنجاز الحقيقي يأتي مع الاصرار و المثابرة ، وهذه هي سنة الحياة ، فلا بد من العمل بلا توقف فأن الخير قادم والفرج قريب، لذا توكل على الله وهو سبحانه سوف يهدي قلبك الى الطريق المستقيم  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من نحن

حديث الروح .. موقع ومدونة لطرح المواضيع والأفكار بروح مثقفة وعقل منفتح واحترام متبادل حيث يكون الحوار وتبادل الأراء هو سيد الموقف. ان واحة المعرفة اليوم واسعة وخصبة بالمعلومات الكثيرة التي هي بمتناول الجميع وبشكل شبه مجاني ليسهل على القراء والباحثين الوصول اليها والتزود منها فتكون المعرفة سلاحاً لهم. حديث الروح هو حديث من القلب الى القلب. فأهلاً وسهلاً بكم.

التصنيفات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *