الصديق الوفي

ليس من الغريب ان يكون الصديق الوفي من النعم التي نحظى بها في حياتنا ، حيث نشعر بالأمان حينما نشعر بان لدينا اصدقاء يقفون الى جانبنا في السراء والضراء ، اصدقاء يساندوننا ولا يديرون ضهرهم لنا ، نراهم معنا في المحن يشدون من عزيمتنا و يدعون لنا بظهر الغيب.

ولكن ما أسوء ان يكون لنا اصدقاء المصالح الذين يتزاحمون من حولنا اذا ما رأوا الدنيا تبتسم لنا وخيرها وفير ، ويرحلون بلمح البصر اذا ما شح الخير وقل ما في اليد ، تراهم يبادلونك المديح طلبا للمكرمة ويخفون عنك حق النصيحة لأنها قد تضر بما يبتغون ، وللأسف ما أكثرهم اليوم من حولنا.

الصديق الوفي و الحقيقي هو من يُذكرك بالله تعالى، ويساعدك في كسب رضاه عز وجل.

 أن تملك أموالاً كثيرة فأنت غني، أمّا أن تملك أصدقاء أوفياء فأنت الغنى بنفسه. الصديق الذي يوافقك في جل أقوالك، إن لم يكن غبياً أو أبلها فهو منافق. حيث ان الضحك ليس دليلاً على السعادة، والابتسامة ليست دليلاً على الحب، والرفقة ليست دليلاً على الصداقة.

قال رسول الله (صلى الله عليه وأله وسلم) : (( أسعد الناس من خالط كرام الناس )).

كم من صديق لدي لا يقاس مدى حبه بأغلى الاثمان فهو كالأخ ، أراه يسر ما دمت بخير ويحزن اذا مسني سوء ، كم من مرةٍ تخاصمنا وثار بيننا غبار الخلاف ، ثم ما أسرع ان نجتمع بمجرد ان نتذكر احلى اللحظات. 

الصديق الوفي ... الصديق الحقيقي هو من يمشي خطوة تجاهك عندما يمشي الجميع بعيداً عنك عدة خطوات. صديقك هو من يعرف عنك كل شيء جيده وسيئه وما زال معجباً بك واثقا من صفاء نفسك ويعلم معدنك الحقيقي. فالصديق هو الشخص الذي يتواجد معك عندما يخذلك الاخرون عندما تضل وحيدا هنالك ستعرف قيمة صديقك الحقيقي حين لا يتركك ولا يهمه ما يقال عنك.

قال الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) : (( من لا صديق له لا ذخر له )) .

لذى فلنشكر الله على هذه النعمة ونسأله ان يديمها لنا ويحفظ لنا اصدقاءنا، ويبعد عنا اصدقاء السوء واصدقاء المصالح الذين لا يأتي منهم سوى الخراب ، ونسأله ان يوفقنا ويجمعنا بأناس يحبوننا ويسعون في خيرنا ، فالحمد والشكر له على نعمة الطيبين ...