آخر المواضيع

الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

بين ( دارفور) و(دار ..دور)

ابتسامة....





 


بين ( دارفور) و(دار ..دور)

 

يقول : احد الاساتذة :


في يوم من الايام عندما تم تعييني معلما  في عام ١٩٦٥ في احدى المدارس الابتدائية أُسْنِدَ لي تدريس الصف الاول الابتدائي وكان النظامُ التربوي جادا وصارما فضلا عن قدسية العلم والمعلم (الذي كاد ان يكون رسولا) وكنت كعادتي والتزامي بوقت الدرس والمنهج والاسلوب التربوي الذي درسته وتعلمته من ذوي الخبرة قبلي ،،ان اهتم بالطالب من جميع النواحي ولكني بين آونة واخرى امازح طلبتي لأخفف عنهم اعباء الدرس فسالتهم يوما عن رغبة كل منهم ماذا يتمنى ان يكون في المستقبل وما ان سالت اول تلميذ  دخل عليّ ( المفتش ) بعد ان استأذن مني بالدخول بقرع باب الصف وطلبت من  تلاميذي القيام احتراماً للمفتش قال لي تفضل استمر فأفصحت له بما انا عليه الان وباشرت بالأسئلة وكان عددهم ( ٢٥ ) تلميذا كنت حفظت اسماءهم بدقه. وسالت احدهم ماذا تريد ان تكون بالمستقبل؟


فأجابني بصوتٍ  عالٍ اصير ( مطي )  لأول مرة اشاهد المشرف الوقور يفصح عن ضحكه لما تزل  ترن بمسمعي ،، ثم اكملت  بعضاً من الدرس ،، هذا التلميذ اتعبني كثيراً في  إيصال المعلومة وكذلك في مسك القلم او الطباشير وظل فترة شهر تقريبا يناديني ( عمي ) ولم يعرف كلمة ( استاذ ) رغم اني ركزت اهتمامي به ،، ومرت الايام ،،،ودارت الايام وصادفته  صيف ٢٠٠٨ وسالته : عن شغله لان اهله انتقلوا منذ  عام ١٩٧٠ الى محافظة اخرى ،،، اجابني  بزهوّ وفخر انا يا أستاذي ( عضو مجلس النواب ) فباركت ( للمطي ) هذا المنصب المرموق الذي  يسن القوانين  لمعاقبة المعلم ،، فلم ينتابني الدوار حينها بل تذكرت  قول الشاعر :-


إذا  كان ( الحمارُ) دليلَ قومٍ   ........  فما للساكنينَ سوى الرحيل


ودمتم سالمين ....

 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من نحن

حديث الروح .. موقع ومدونة لطرح المواضيع والأفكار بروح مثقفة وعقل منفتح واحترام متبادل حيث يكون الحوار وتبادل الأراء هو سيد الموقف. ان واحة المعرفة اليوم واسعة وخصبة بالمعلومات الكثيرة التي هي بمتناول الجميع وبشكل شبه مجاني ليسهل على القراء والباحثين الوصول اليها والتزود منها فتكون المعرفة سلاحاً لهم. حديث الروح هو حديث من القلب الى القلب. فأهلاً وسهلاً بكم.

التصنيفات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *